١٠ أشياء تعلّمتها من الريزدنسي (برنامج الإقامة الطبية)

الريزدنسي (برنامج الإقامة الطبية) هي السنوات التي يقضيها الطبيب للاختصاص والتدريب في تخصص معين في الطب. قد تبدو للبعض أنها تكملة لسنوات الدراسة الأكاديمية، ولكنها في الحقيقة تعتبر بداية جديدة وتجربة تعليمية فريدة حيث لا يقتصر فيها اخذ المعلومات أو الفائدة من الكتب والمعلمين فقط وإنما من الحياة نفسها. وكطبيبة أتمّت من هذه التجربة -أو المغامرة!- فكّرت أن اشارك العشرة الأشياء الأهم  التي تعلمتها خلال هذه السنوات التي تمنيتُ في كل يوم منها أن تنتهي، لعلّها تبث الأمل لمن لا يزالون في بداية التجربة أو أحد مراحلها أو تذكّرهم بأن كل ما يمرّون بهِ سيصنع شيئا من الطبيب الذي يريدون أن يكونوه. فإليكم ما تعلمت :

  1. إن التعليم والتعلم يكون فعالًا أكثر عندما يكون بشكل حلقة دائرية، حيث يشارك الجميع فيها بتبادل المعرفة وليست هرمية الشكل، بمعنى أنه لا يجب دائماً تلقّي المعلومات من الأكبر سنًا أو مرحلة. كل شخص لديه القدرة على البحث عن المعلومة وفهمها يستطيع تعليمها لغيره.
  2. اعرف حدودك دائمًا بحسب مرحلتك الأكاديمية وبحسب ما تخولك فعله من مهام في المؤسسة أو المنشأة الطبية التي تعمل بها. من الأأمن لك أن تأخذ الخطوات بتدرّج كي لا تقع في مسائلات أو مشاكل. خذ الأمور واحدة بواحدة ، وسوف تصِل. لايجب أن تتعلم كل شيء في نفس الوقت، فمثًلا عندما تصعد الدرج ستفضّل أن تأخذه درجة درجة لأنك إن حاولت اخذ عدة درجات في نفس الوقت ستفقد توازنك، فما بالك بكل الدرجات مرة واحدة.
  3. تأكيدًا على النقطة السابقة، فبالرغم من الكم الهائل من المعرفة التي ستكتسبها خلال هذه السنوات، ستكتشف لاحقًا أنك لم تتعلم كل شيء! في الحقيقة، لا يجب أن تتعلم كل شيء في الريزدنسي لأنك لن تستطيع. لكنك تستطيع تعلم الأدوات (أدوات التعلم والبحث والتفكير) التي ستجعلك تعرف كيف تتصرف في المواقف التي ستواجه فيها شيئاً لم تتعلمه أو تعرفه من قبل.
  4. الريزدنسي ومراحلها ليس لها علاقة بالعمر أو الدرجة العلمية. كلنا طلاب علم، وأهم صفة يجب أن يتحلى بها طالب العلم هي التواضع، لأنه سيمكّنك من استقبال وتقبُّل التجارب والمعلومات والتحديات بنِيّة التعلّم منها، وليس للمكابرة أو الكرف بلا جدوى أو استعباد الغير والتأمر عليهم.
  5. هناك شعورٌ مُكافئ ومُجزي عندما تلاحظ التغيير للأفضل الذي وصل إليه الاخرون الذين كانوا لا يعرفون شيئاً. لاحظ –بفخر- التغييرات هذه في نفسك، لأنها قد تكون هي المكافأة المجزية الوحيدة أو الأهم من الجهد والتعب الطويل كل هذه السنوات.
  6. المنافسة الحقيقية هي مُنافستك مع نفسك التي كنتها بالأمس، وليست مع الآخرين.. لأن منافستهم قد تتحول إلى استنزاف بلا طائل.
  7. هناك اشخاص سيكرهونك وبنصبون لك العداوة مهما فعلت، وسيظلون يكرهونك حتى إن لم تفعل أي شيء. لا تهتم لهم، لأن المشكلة فيهم وليست فيك، فقط واصل نجاحك.
  8. المجتمع الطبي لا يخلو من الغيبة والنميمة للأسف، اعرف أنهم سيتكلمون من وراءك وينمّون فيك إلى أن تثبت نفسك لهم، بعد ذلك سيصبحون يتكلمون وينمّون عن الأشخاص الاخرين أمامك.  لذلك استمع إلى الانتقادات التي توجّه أمامك واعمل على تحسينها كي تكسب الاحترام على تقديرك لنواقصك. واعطِ اهتمامًا وحرصًا كبيرًا على تصحيح أو تغيير أو تحسين الأشياء والانتقادات التي تسمعها حين تُدير ظهرك.
  9. التعامل مع الضغوطات مهارة ضرورية للنجاة والابتعاد قدر الإمكان عن الاحتراق الوظيفي أو النفسي. تذكر دائمًا أن الضغوطات قد تُغيّر أخلاقك. الحدّة والفظاظة مع الآخرين في القول والعمل يستطيع ملاحظتها كل الناس لكن لا أحد يستطيع رؤية الضغوطات التي تثقل كتفيك
    ليعذرك، كما أن لا ذنب لهم فيها
    .
  10. أخيرًا وليس آخرًا، ستكون بحاجة إلى بذل جهد وصبر كبير كي تكون لطيفاً مع نفسك، كي تغفر لنفسك أولاً أخطائك ونوقصك وعدم كمالك. المثالية قد تؤذيك. كما قد يكون سهلاً على الكثيرين التعاطف مع الآخرين، لكنهم أقسى الناس على أنفسهم.
إشتراك
نبّهني عن

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
 
Send this to a friend