طالبة طب ومرض الاكتئاب

قصة طالبة طب مريضة بالاكتئاب!

في ذلك اليوم الخريفي ، رجعتُ من عيادة الطبيب وأنا منهكة لقد شخص لي مرضي إنه مرض العصر “الإكتئاب” ، فشعرتُ بالأسى على نفسي وأشفقت على الأيام التي سأقضيها في عيادة ذلك الطبيب ومع أول جلسة من جلسات العلاج الطويلة ، اقترح الطبيب أن ألتحق بدار تحفيظ القرآن الذي يقع خلف عيادته قائلاً :
“اجعلي من أهدافك في هذه الحياة أن تكوني ممن حملوا القرآن بيد وسماعة الطبيب باليد الآخرى ، ففيهما نجاتك . لن تتهيبي بعد اليوم دراسة الطب وأنتِ قد حفظتي القرآن كاملاً ، فمن يحفظ القرآن في شبابه قادر على أن يحفظ منهج الطب عن ظهر قلب !
يا ابنتي قد من الله عليكِ إن كنتِ في محراب الطب طالبة وفي محراب القرآن عابدة . ”
ومما دعمني على اتخاذ القرار في دراسة أشرف علوم الدين “كتاب الله” وصية الشيخ الشنقيطي لطالب العلم يقول فيها :
“أخي في الله ولتعلم وليعلم الجميع أن العلم أوله مُر وآخره حُلو وأنك اذا أردت أي شيء في العلم لابد أن تضيق عليك نفسك التي بين جنبيك بأمور عديدة :
إما في حفظك وذاكرتك وضبطك وإتقانك وإما في تركيزك وفهمك وإما في حضورك وإما في طريقك للحضور وإما وإما .. فهذه هي المكاره التي حُفت بها الجنة فما بالك إذا كانت في أطيب الجنة وأطيب العلم وأعظمه وهو ( كتاب الله) ! الوحي هو أعز شيء ينتهي إلى العبد بالجنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله به طريقاً إلى الجنة .
هذا الطريق السهل حينما تلعق الصبر وتذوق المر وتتألم وتجد الشدة والعناء .

أخي في الله إذا جئت تحفظ ووجدت الضيق والهم ووجدت الكرب ستجده المرة الأولى ثم المرة الثانية تجده الأسبوع الأول ثم الأسبوع الثاني تجده بالشهر الأول ثم الشهر الثاني تجده ربما يستمر معك سنة!!! ثم يفتح الله عليك بلذة قد تبقى معك العمر كله ومن أراد أن يجرب فليجرب ، ما من طاعة إلا تجد دونها المنغصات والمؤذيات والمقلقات لكن ما إن تصبر عليها وتكابد من أجلها إلا أورثك الله فيها من الفتح والخير مالم يخطر على بال !
فإذاً ليست هذه المكاره بحائلة بين الصادق في محبة ربه المُجد المجتهد في مرضاته، ما تحول بينه وبينها بل تزيده قوة يصبح مثل الذهب يُحك و يُحك فيزداد لمعاناً . والمعاملة مع الله في هذا الدين لم تبقي شيئاً تضحي به (كل شيء تضحي به) ! حتى نفسك التي بين جنبيك تبيعها رخيصة في سبيل الله عز وجل .

لا يصلح من طالب العلم التقاعس ! ليس هناك شي اسمه لا أستطيع ما كلفنا الله ما لا نطيق بل (كلفنا الله ما نطيق)
فإن وجدت أن القرآن يحال بينك وبين حفظه ! أي شيء بقي إذا حال بينك وبين كلام الله ؟!
تقول والله لأصبرن ولأني في اليوم الواحد أحفظ آية واحدة لأصبر عليها والآية الواحدة خير من ألا أحفظ من القرآن شيئاً بل تحفظ ثم إذا حفظت وجاءك داء النسيان رجعت وراجعت فهكذا وإلا فلا !
إما أن العبد يصدق مع الله ويعلم أنه الآن يعامل ملك الملوك وأنه يعامل من يسمعه ويراه فيُري الله من نفسه الصدق والعزيمة الصادقة ويصبر ويصابر ويُكابد وإلا فسيفوته الركب وسيندم حيث لا ينفع الندم.”

نظمت جدولي بين الدراسة صباحاً في الجامعة ومساءً في دار التحفيظ ، والحمدلله يسرَها الله من حيث لا أحتسب ، كان الجدول كالتالي جزئين كل أسبوعين مقسماً على (الحفظ +المراجعة+التجويد+التفسير) .

وأخيراً ، انتقلت من كوني “مريضة اكتئاب” إلى “طالبة أشرف علوم الدين “كتاب الله” وأشرف علوم الدنيا “الطب” .

وأثول لكل طالب وطالبة يطمحون لدراسة “كتاب الله” كما قال الطبيب عبدالله الشمري -طبيب في مستشفى الملك فهد -الرياض-

“يا جامعَ الطب والإيمان في هدفٍ .. أبشر بمكرمةٍ لابد تلقاها ”

 

قصة طالبة طب مريضة بالاكتئاب!
كتابة: د. أمل البلوي

يمكنك كتابة مقالاتك ومواضيعك في مدونة طالب طب سعودي عبر هذا الرابط: مقالات الأعضاء – اكتب مقالة طبية اليوم!

إشتراك
نبّهني عن

3 تعليقات
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments
مهند
8 سنوات

جزاك الله خير اختي فعلا يصبح الشخص كالذهب يحك ويحك ويزيد لمعانا

اسال الله ان يثبت قلوبنا ويهدينا ويصلح بالنا

A1
8 سنوات

طريقة رائعة لعلاج مريض الاكتئاب المسلم! ماذا لو كان مريض الاكتئاب غير مسلم؟!

البستاني
8 سنوات

شكرا لمشاركتك القصة, ونفع الله بها.

ردا على السؤال الرائع من قبل العضو (A1) ” العلاج الطبي البحت للإكتئاب يكون بالعقاقير المضاده للإكتئاب, وجلسات العلاج النفسي وغيرها وهذا يتاوى به أي إنسان. أما المؤمن ففد أنعم الله عليه بالقران ـ وقـــــــــــد أخبرنا الله عزوجل أن القرآن شفاء، فقال سبحانه: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَـــــــــــــــاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِـــــــــــــــــينَ)[الإسراء:82]-وهي فرصه وباب لدعوت المريض الغير مسلم , للإسلام , لينتفع و ليتداوى بالقران وكذالك لينجوا من عذاب الله”

 
Send this to a friend