الأخطاء الطبية

عندما يشحن الإعلام المرضى ضد الأخطاء الطبية

لازال الإعلام إلى يومنا هذا يضخم كل خطأ طبي يحصل، وأنا هنا لا أتحدث عن الأعراض الجانبية لأي دواء والتي موضحة كاملةً في الورقة المصاحبة للدواء. أتحدث عن الأخطاء الطبية التي تحدث في أي مكان في العالم وفي أي دولة، لماذا يشحن الإعلام عامة الناس حول الأخطاء الطبية، ويقوم بتضخيمها وجعلها تتصدر عناوين الصحف، لماذا يتم نشر كل مقطع حول الأخطاء الطبية وسرعان مايتم تداوله ونشره كما النار في الهشيم.

أمثلة على الأخطاء الطبية والمضاعفات الجانبية
أمثلة على الأخطاء الطبية والمضاعفات الجانبية

في دراسة أجريت عام ٢٠١٣ في الولايات المتحدة الأمريكية، وضحت الدراسة وجود مايقارب ٢٠٠.٠٠٠ وحتى ٤٠٠ ألف حالة وفاة سنوياً جراء الأخطاء الطبية. أما في السعودية في دراسة أجريت حول نسبة الأخطاء الطبية في السعودية مابين عام ٢٠٠١-٢٠٠٥ حدث ٢٥.٩٠٠ خطأ طبي ولم يحدد ماكانت النتيجة وفاة او إصابة دائمة. أي مايقارب ٥٠٠٠ خطأ طبي سنوياً! كما تذكر إحدى القنوات تقريراً حول الأخطاء الطبية وذكر ٦٧٠ خطأ طبي في المملكة العربية السعودية.

في دول الاتحاد الأوروبي نشرت منظمة الصحة العالمية دراسة حول عدد الأخطاء الطبية في عام ٢٠٠٠ مايقارب ٨٥٠ ألف حالة خطأ طبي، المقارنة بين نسبة الأخطاء الطبية في السعودية وباقي دول العالم توضح الفرق الشاسع في النسب والأرقام.

الأخطاء الطبية
الأخطاء الطبية

ولكن لان الإعلام لا يسلط الضوء على هذه الأرقام، إنما يكتفي بتسليطه حول عدد الأخطاء الطبية في مستشفى واحد ويغض النظر عن بقية العمليات الناجحة والانجازات المحلية، فالواقع أن انجاز طبيب سعودي قد يكتب في آخر صفحة في الجريدة متذيلاً الصفحة وبخط يكاد لا يرى بالعين المجردة. بينما خبراً عن الأخطاء الطبية تجده في الصفحة الرئيسية بالخط العريض وباللون الأحمر.

التوجه نحو ذكر المزيد من الأخطاء الطبية وتسليط الضوء عليها بشكل أكبر لا يعالج المشكلة ولا يصغرها، بل يزيدها تفاقماً، حيث يقوم بتطوير نهج للأطباء وهو “الطب الدفاعي – Defensive Medicine” عندما يقوم الأطباء بالدفاع عن أنفسهم ضد المحاكم والجهات الصحية الإدارية في المملكة العربية السعودية وعدم اختيار طريقة العلاج الأمثل للمريض. تخريج المزيد من الأطباء المتميزين سنوياً ثم وأدهم بتخويفهم من الأخطاء الطبية لا ينتج عنه إلا أطباء مترددين في عملهم خوفاً من قرارات المحكمة أو خوفاً من انتشار القصة في شبكات التواصل الاجتماعي و “الواتس اب”.

يكفيك عزيزي القارئ كتابة الاخطاء الطبية في جوجل والتجول في أكثر من ٤ مليون صفحة حول نفس الموضوع. الطب ليس أبيض\أسود أو ١ و ٢ الطب مبني على البراهين نعم، ولكن كل علاج له أعراضاً جانبية، وكل عملية لها مضاعفات جانبية لا يحميك منها خبرة طبيب ولا مهارة جراح.

الأخطاء الطبية

عدوى الأخطاء الطبية انتقلت من الأطباء إلى المرضى، فبعد شحن المرضى من الإعلام وعلى مدار سنين حول الأخطاء الطبية، تجد المريض يأتي إلى العيادة منتظراً الخطأ الطبي أن يقع.

تجديد الثقة في الأطباء هو ماسوف يعيد التوهج إليهم، يتوفر في المملكة العربية السعودية نخبة من الاستشاريين السعوديين، كل ماينقصهم هو الدعم فقط. العديد من الأبحاث المنشورة هي بامضاء أطباء سعوديين، والعديد من العمليات الناجحة تجرى يومياً بلا مضاعفات جانبية ولا أخطاء طبية. أكثر من مليون عملية تجرى سنوياً ولا يتم تسليط الضوء من قبل الإعلام إلا على حالات لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.

الدعم للأطباء السعوديين يقلل بنسبة كبير من وقوع الأخطاء الطبية، ساعدنا في نشر هذا الثقافة، ساعدنا في تطوير الخدمات الطبية في المملكة العربية السعودية، وتقليل نسبة الأخطاء الطبية، ودعم الأطباء حديثي التخرج وإعطاءهم الثقة فضلاً عن شحن المرضى حول الأخطاء الطبية والتركيز عليها وذكرها في المجالس.

 


 

فضلاً شارك المقال عبر وسائل التواصل الاجتماعي:

إشتراك
نبّهني عن

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
 
Send this to a friend