كلية الطب

وقبلت في كلية الطب !

وقبلت في كلية الطب ! معكم اخوكم علي الزهراني ،هذه اول مقالاتي في هذه المدونة،لا اخفيكم كم كنت متحمساً لذلك،لكنِ كنت انتظر الوقت المناسب،وقد حان!

سبحان الله،قبل عدة اشهر وتحديداً في ضخم صعوبة السنة التحضيرية،كُنت ادخل هذا المكان لأعيد شحن معنوياتي بعد الانتكاسات المتوالية في تلك الفترة،وها أنا الان اكتب هنا بصفتي طالباً في كلية الطب.

لنؤجل الحديث عن المشاعر ولنبدأ بمقالنا،وفيه أردتُ ان اسرد بعض المواقف التي حدثت لي في مرحلة ما قبل الجامعة،واقصد بذلك مواقفاً جعلت قلبي يشتعل لأجل حلمي.

كُنت طالباً متفوقاً في مرحلة الابتدائي(ولله الحمد)،حالماً بتخصص الجراحة،طامحاً إلى المعالي،لم يؤثر فيني كلام المثبطين،ولا شئم البائسين،لا أبالغ إن قُلت ان كل تلك الحصانة كانت من معلم الصف الأول!

الاستاذ عبدالمحسن العنزي،قبلة على جبينه،لقد كان يحفزني وينادي اسمي مسبوقاً بكلمة دكتور،فكان ذلك شرارة البداية،وذات يوم من أيام المرح إذ أتى والدي لإصطحابي،وكان واقفاً في خارج الفصل،فاخرجني الاستاذ وامام والدي قال لي كلمات لا يمكن ان انساها ابداً،(الدكتور علي افضل طالب عندي،أتوقع له مستقبل عظيم)،ثم امسكني وقال في اذني(انت قدها يادكتور)،والله انِ اموت واحيا ولا أنسى تلك الكلمات ابداً،فجزاك الله الجنة يا أستاذ❤️

مضت الأيام وتخرجت من الابتدائي لمرحلة المراهقة(المتوسط)،كانت أسوء مراحل حياتي بلا منازع،أيام سوداء،مبنى كئيب،كانت لي العديد من المواقف،لكن اكرهها إلى قلبي هو:

كان عندنا استاذ لمادة الرياضيات،كان جهماً،سيء الخلق،سليط اللسان،كثير الغياب.

في يوم يسبق اختباره الشهري،لم يحضر،ثم أتى في اليوم الآخر وقال لنا:( طلعوا قلم وورقة عشان الاختبار)،ثم كتب الاسئلة على السبورة،و

كان هناك نموذجان للأسئلة،يمين السبورة (أ)،ويسارها(ب)،من سوء حظي أنني اتيت على (ب)،والذي كان من درس الأمس المنسي،ثم أردت أن اخبره،فرفعت يدي،ثم قال غاضباً،(الذي يسأل عن أي شي تراه مطرود من الاختبار،كل شي واضح!)

فمنعنا من الكلام ومن التوضيح ايضاً،وللاسف لم احل شيء،ثم بعد الاختبار راجعناه انا ومعظم الطلاب فقال(ليش ما علمتوني،ماراح أعدّل شيء،عوضوها في الاختبار الثاني!)

وكأنه بكلامه يشير إلى مبدأ الخير يخص والشر يعم!

فاخبرت والدي،واتى الى المدرسة في اليوم التالي،لكن(الاستاذ ركب راسه؟؟!!)،وامتنع عن تغيير أي شيء،فانصرف ابي وقد كلف المدير بالامر.

فناداني الاستاذ وهزئني امام الطلاب وقال لي:(اللي كان ممتاز زمان،ماراح يكون طول عمره ممتاز،مشكلة اذا امثالهم انخدعوا بأنفسهم، صح يا زهراني!)

كلية الطب
كلية الطب

لم أرد أن اخبر ابي بأي شي اخر،وقلت في نفسي انا قدها وراح اوصل بإذن الله،كان كلامه جارحاً كونه اما الطلاب،لكنه بصراحة جعل قلبي يغلي جداً،وأقسمت أن افعل كل جهدي،وبحمدالله تم نقل الاستاذ لمدرسة اخرى لكن الاختبار بقي كما هو.

كانت هذه موقفين من مواقف حياتي التي غيرت ذاتي ومفاهيمي،فأيقنت أن كل شر يحصل لك ليس كله ضراً بل ربما يحمل الكثير من المنافع،لاتنسى أن الله لا يضيع تعبك ابداً،اعمل بإخلاص وتوكل على الله،وانت قدها! وستقبل في كلية الطب ان شاء الله!

استودعكم الله جميعاً،في أمان الله إلى لقاء اخر.

لكتابة مقالتك (اضغط هنا)

إشتراك
نبّهني عن

1 تعليق
الأقدم
الأحدث الأكثر تصويتاً
Inline Feedbacks
View all comments
د. عبدالله الشهراني
8 سنوات

الف مبروك واتمنى لك التوفيق وانجاز مرحلة البكالوريوس بنجاح ..

حقيقةً عادت بي الذكرى ٨ سنوات مضت

عندما ارسلت لي الجامعه sms يفيد بقبولي في كلية الطب

لم تكن هناك سنوات تحضيريه وهنذا مضيت قدما وانجزت العقبة الاولى

واسال الله لك التوفيق .

فلكل مجتهد نصيب

محبك

 
Send this to a friend